Archives

تركيا ، فاعل أساسي في اقتصاد السنغال.

تقوي تركيا أكثر وأكثر تعاونها مع دولة السنغال، لدرجة أصبحت شريكا من الدرجة الأولى لهذا البلد الواقع غرب إفريقيا. كما تلعب المقاولات التركية دورا كبيرا في الاقتصاد السنغالي، في قطاعات رئيسية مختلفة.

مجيء التناوب الثاني لم ينتج عنه تغيير النظام فقط. فقد صار مِحْوَر « السنغال/تركيا » أكثر صلابة لصالح شَراكة قِـوامُها مفهوم رابح-رابح. فبإلقاء نظرة إلى الخلف يمكن التأكد من ذلك. فما يجب تذكره بهذا الخصوص هو أن الوزير الأول السنغالي ونظيره التركي قاما بتبادل زِياراتٍ تُوِّجَت باتفاقيات واعدة. لقد صار من الواضح أنه بالنسبة لدولة السنغال هذه الزيارات قد أعطت ثمارها. فالمستثمرون الأتراك أتوا بكثافة إلى البلاد ويَنشطون في مجالات اقتصادية محلية حيوية.

الخبرة التركية في خدمة الدولة السنغالية.

تجدهم في الصناعات الغذائية، في صناعة السيارات، في الفلاحة، في قطاع الطيران، في صناعة الأثاث، كما أنهم حاضرون في صناعة النسيج… الخ. يقوم العشرات من المستثمرين الآتين من تركيا بأعمالهم دون لفت كبير للانتباه. رغم ذلك فإن الاستثمار الأكبر للأتراك في السنغال هو « شركة الدقيق عالي الجودة »   (F.k.S)، المطحنة التي تنتج بالخصوص مادة الدقيق.

الأتراك حاضرون في مجال التربية أيضا، خصوصا عبر مؤسسة « يافوز سليم »    (Yavuz Selim)  التي تُعتبر من المعاهد المرجعية التي يفتخر بها السنغال. حيث تُحَصِّل هذه المجموعة المدرسية كل سنة على المراتب الأولى في المباريات العامة. أما في مجال الصحة، فيحمل مركز طب العيون بصمات تركية. وفي مجال البناء والأشغال العمومية فالشركة التركية « سوما توريسم يطيريمسليغي »  (Summa Turizm Yatirimciligi A.S)   أقنعت أكبر المُشكِكين في كفاءتها عبر بنائها لمركز عالمي للندوات في « ديامناديو » ، والذي يُعتبر جوهرة هندسية احتضنت مؤخرا « القمة الفرانكفونية ».

وبالنسبة لمجال الطيران، فقد غزت « الخطوط الجوية التركية » ( Turkish Airlines) والتي هي شركة وطنية السماء السنغالية. الشركة التركية انطلقت في مجال الشحن الجوي، وأبانت انطلاقتها الأولى عن المكانة التي تحتلها هذه الشركة في مجال المطارات الوطنية السنغالية. بهذا الخصوص ، عبَّر السيد « عبد اللاي ضيوف سار »، وزير السياحة والنقل الجوي السنغالي عن رضاه بقوله:

« الشحن الجوي نشاط اقتصادي صِرف. إنه يُجَسِّد اللعبة الاقتصادية وحيويتها. نعرف أن نقل مسافرين يتم بشكل يومي. نحن ندعم شركة الخطوط الجوية التركية التي دلَّت شركات أخرى على الطريق … ».  كلمات معبِّرة وتقول الكثير. فإذا كانت السنغال راضية على أداء الشركة التركية فذلك راجع أيضا إلى أنها من المتوقع أن تلعب دورا كبيرا في عملية إعادة انطلاق الخطوط الجوية السنغالية.

 

انطلاق أشغال السوق الدولي ومحطة شاحنات الوزن الثقيل.

بتكلفة هي 105 مليون دولار ، وبنسبة تمويل بلغت 85% مقدمة من البنك التركي « إكزيم » (Exim) ، ستنطلق أشغال مشروع بناء السوق الدولي ومحطة لشاحنات الوزن الثقيل الذي من المنتظر أن يضع السنغال في الوجهة الصحيحة. يتوجب أن تنطلق الأشغال في موقع مساحته 35 هكتارا في « ديامناديو » في نهاية سنة 2016. الجانب السنغالي لا يخفي سروره بهذا المشروع: « ستكون لدينا بيئة اقتصادية وهذا سيسمح لكل الفاعلين في سلسلة الإنتاج الفلاحي بممارسة أنشطتهم » صرَّح بسرور « أليوين سار » ، وزير التجارة في دولة السنغال .

في مجال الأثاث شركة « الديكور والأثاث »  ( DM) شركة تركية، تُخطِّط لبناء وحدات لصناعة هذه السلعة. تصل تكلفة المشروع إلى 25 مليار فرنك إفريقي، وإذا علمنا أن الواردات تصل تقريبا 95 مليار فرنك إفريقي، نرى بوضوح أن تركيا جعلت من السنغال نقطة الانطلاق لغزو السوق الإفريقية .

 


 

Mouhamed Camara

Articles similaires

Bouton retour en haut de la page